أويل برايس: الطريق للطاقة المتجددة "مُبهم" أمام كبرى شركات النفط العالمية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

اهتمام عالمي متزايد بشأن التحول للطاقة المتجددة بعد انهيار أسعار النفط في عام 2020، لكن العالم لا يمكنه التخلي عن الوقود الأحفوري بين عشية وضحاها و قد تبنت شركات النفط الأوروبية الكبرى هذا التحول بقوة أكبر من نظيراتها في الولايات المتحدة.

كما تسعى احد الشركات الكبري إلى الوصول إلى صافي الصفر بتمويل ذلك من خلال الدخل المتولد من الوقود الأحفوري، ونهج الشركة يدل على التعقيد الشديد لعملية الانتقال إلى الطاقة الخضراء.

و تشير "أويل برايس" إلى أن الدول قدمت مؤخرًا تعهدات جادة لإزالة الكربون، فقد أقرت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع قانون بنية تحتية بقيمة تريليون دولار يتضمن استثمارات ضخمة وحوافز لزيادة تطوير واعتماد الطاقات المتجددة.

وفي قمة المناخ COP26 المنعقدة خلال نوفمبر الماضي، تم تشكيل "تحالف ما وراء النفط والغاز" (BOGA) من قبل مجموعة دول (مثل: كوستاريكا والدنمارك وفرنسا وأيرلندا والسويد)، والتي التزمت بالتخلص التدريجي من النفط والغاز بالكامل، كما التزمت 25 دولة وخمس مؤسسات مالية بوضع حد للتمويل العام لمعظم مشروعات الوقود الأحفوري بحلول نهاية عام 2022.

وشهد العامان الماضيان نقطة تحول رئيسة في صناعة الطاقة العالمية والاقتصاد القائم على الكربون بشكل كبير. وفي العام الماضي، تسبب انتشار جائحة "كوفيد-19" في حدوث أزمة داخل أسواق النفط في جميع أنحاء العالم، وانخفضت الأسعار لمستويات غير مسبوقة، وتراجع مؤشر خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون الصفر في 20 أبريل 2021، وبعدها بدأت أسعار النفط في الانتعاش مرة أخرى. ورغم هذه الأزمة، فإن الجائحة حفزت التحول للطاقة الخضراء.

ولفت التقرير إلى تبني شركات النفط الأوروبية الكبرى هذا التحول بقوة أكبر من نظيراتها في الولايات المتحدة، فبدأت الشركات الأوروبية الكبرى في التحول بالفعل لتصبح شركة "Big Energy" وشركة "Royal Dutch Shell" من أوائل الشركات الرائدة في هذا المجال، كما تقوم شركة النفط العملاقة "شل" بخطوات جادة لتنويع محفظتها، ومؤخرًا أبرمت الشركة اتفاقية مدتها 15 عامًا لشراء 240 ميجاوات من الطاقة من أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم تعمل قبالة سواحل إنجلترا.

وخلال الأسبوع المنصرم، أعلنت "شل" أنها ستخفض قدرتها على تكرير النفط في سنغافورة إلى النصف، والتركيز على المواد الأولية الكيميائية؛ كخطوة لتلبية أهداف الشركة المتمثلة في خفض انبعاثات الكربون إلى النصف بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكامل للكربون بحلول عام 2050.

ورغم ذلك فإن الوصول إلى صافي الصفر لا يعني بالضرورة التخلي عن النفط والغاز؛ حيث إن قدرة الشركة على إزالة الكربون تعتمد على الوقود الأحفوري. وفي هذا السياق صرح "بن فان بيردن"- الرئيس التنفيذي لشركة "رويال داتش شل" لشبكة "bbc" أن الشركة تهدف إلى دفع تكاليف انتقالها إلى صافي صفر من دخل النفط والغاز، وتخطط لتحويل معمل البنزين والديزل الضخم إلى وقود حيوي ومصنع هيدروجين على مدى السنوات العشر المقبلة، مشيرًا إلى أن بناء مصنع هيدروجين من مزرعة رياح ستقام في بحر الشمال بتكلفة مليار دولار، لن يتم تمويلها من خلال شركة الهيدروجين، وإنما من قبل أعمال النفط والغاز. ومع ذلك، فإن هذا النهج من المحتمل أن يواجه مقاومة من كل من المساهمين النشطاء، وأيضًا من المحاكم الهولندية.

 

وأضاف المقال بأن نهج شركة "شل" المزدوج لإزالة الكربون يدل على التعقيد الشديد لعملية الانتقال إلى الطاقة الخضراء، وأن العالم لا يمكنه التخلي عن الوقود الأحفوري بين عشية وضحاها، كما أن الطريق نحو طاقة متجددة بنسبة 100٪ سيكون مليئًا بالكثير من العقبات.